روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | احذر المشاعر الزائفة.. فإنها نار تحرق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > احذر المشاعر الزائفة.. فإنها نار تحرق


  احذر المشاعر الزائفة.. فإنها نار تحرق
     عدد مرات المشاهدة: 3334        عدد مرات الإرسال: 0

يخطئ من يبحث عن السعادة بعيدًا عن دفء الأسرة والأولاد، لعارض طرأ على علاقته بشريك حياته، أو لمجرد أنه عومل بلطف ورقة من امرأة أخرى (أو رجل آخر) في وقت افتقد فيه هذه المشاعر من أقرب الناس إليه.

 

وحتى إذا شعر الزوج (أو الزوجة) بميل تجاه هذا الشخص الجديد- رجلًا كان أم امرأة- فهل يعتبر هذا الميل حبًّا حقيقيًّا يستحق التضحية بحياة زوجية قائمة، أم أنها مجرد مشاعر زائفة لا تلبث أن تتلاشى وتختفي؟ وإلى أي مدى تؤثر هذه المشاعر على نفسية الأبناء ومستقبلهم؟ وكيف يحاصر الزوجان هذه المشاعر، ولا يسمحان لها بأن تخرب البيت الآمن؟

هذا ما يجيب عنه د. عمرو رفعت- أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة بور سعيد- في السطور التالية:

قد يميل قلب الزوج أو الزوجة لشخص آخر، فمتى يحدث هذا التحول؟ وهل له علاقة بعدم التوافق بين الزوجين؟

إن الزواج ينبغي أن يقوم على رضا اجتماعي، وتوافق بين الأسرتين، ومباركة لهذا الزواج، فإن لم تتحقق هذه الأمور فإن الزواج يفتقد للحماية الاجتماعية التي تصونه وتحفظ تماسكه.

فإذا ما أضيف إلى ذلك عدم التوافق النفسي بين الزوجين، يصبح الزواج شركة ضعيفة البنيان والأركان، فإذا جاء الأولاد أصبح الارتباط بين الزوجين قائمًا من أجل هؤلاء الأبناء، حرصًا من الزوجين على أن يشب أبناؤهما في ظل أسرة متماسكة ولو ظاهريًا، إلا أنه في لحظة ما قد يظهر في حياة الأسرة شخص جديد يحدث تحولًا في حياة الزوج أو الزوجة بعد أن يزيل الغطاء الهش الذي يغلف زواجهما، فإذا لم يكن هناك إطار ديني، وإيمان داخلي يحمى الزوجين؛ يصبح المناخ مهيأً للنظر إلى غير الزوجة، والبحث عن سعادته مع هذا الشخص الجديد أو غيره.

وفى البداية قد يخيل إليه أن هذا هو الحب، وفي الواقع هي مشاعر زائفة لا أساس لها، خاصة وأن هذا التحول قد يكون بعد فترة قصيرة أو حتى طويلة من الزواج، مثلما يحدث مع بعض الرجال بعد سن الأربعين الذين يمرون بمرحلة مراهقة متأخرة؛ حيث لا يشعرون أن لديهم أدوارًا اجتماعية يؤدونها.

كما ذكرت آنفًا؛ فإن الإطار الديني المتين هو الذي يحمى الزوج، وكذلك الزوجة من مثل هذه الأفكار أو المشاعر الزائفة خارج البيت، وأن يفكر كلا الزوجين فيما يريده من الطرف الآخر، ومن حياته معه، ويتصارحان من أجل تحقيق حياة أفضل وأسعد، ويشغلان حياتهما باهتمامات مشتركة تحقق التقارب والتواصل بينهما، وعلاقات اجتماعية واسعة، بحيث لا تدع لهما مجالًا للتفكير في هذه المشاعر أو غيرها؛ لأنها توفرت في نطاق الأسرة.

لكن ماذا يفعل الزوج أو الزوجة إذا انزلقا في هذه المشاعر بالفعل؟

- إذا تمادى الشخص في هذه المشاعر، ولم يدرك مدى خطورتها في تهديد أسرته، بل وحدث الانفصال بين الزوجين، وتزوج بمن شعر نحوه بهذه المشاعر الزائفة، فلن يشعر بالسعادة؛ لأنه لم يسلك الطريق الصحيح في إصلاح أسرته، واستسهل الزواج بآخر، وقد يتكرر نفس السيناريو، ويشعر بالندم بعد ذلك.

وهذا المصير يفرض على الزوجة وكذلك الزوج التحلي بالعقل والحكمة في معالجة الموقف، وتجنب المواجهة التي قد تحدث في حالة ثورة أي من الطرفين، فتكون سببًا في خراب البيت، بل لابد من توفير مناخ جديد يعيد الطرف النافر إلى بيته وأولاده.

- في رأيك.. هل يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى علاج نفسي؟

- هذه المشاعر لا تعد مرضًا نفسيًا، وبالتالي فهذا الشخص لا يحتاج إلى علاج نفسي، ولكن كل ما يحتاجه هو زيارة متخصص في الإرشاد الأسرى، وهم موجودون في مراكز الإرشاد الأسرى، فهؤلاء المتخصصون يساعدونه في اتخاذ قرار صائب بشأن ما يشعر به تجاه شريك الحياة، أو تجاه الشخص الآخر.

- إلى أي مدى تؤثر هذه التحولات النفسية لأحد الزوجين على أولادهما؟

- قد لا يبدو تأثر الأبناء واضحًا في سن 12- 15 سنة، فقد تتولد لديهم حالة من اللامبالاة والسلبية مبعثها أنهم يشعرون بالاكتفاء والاستقلالية في غرفتهم، ومصروفاتهم، وجميع متطلباتهم، فلا يشعرون أصلًا بوجود المشكلة، أما في سن 20 سنة، فقد يتعرض الأبناء لمشكلات نفسية كثيرة، وخاصة في حال الانفصال بين الزوجين؛ حيث يضع الابن في حيرة، هل ينضم نفسيًا للأم أم للأب، وتزداد المشكلة إذا كانت بنتًا، فقد تتعاطف مع الأب، وقد تتزوج سرًا، إذا كانت أمها هي التي تركته، أما إذا كانت أمها متفانية في خدمة والدها، وترى أن والدها لا يقدرها ولا يشعر بجهودها فقد يسبب لها الوضع أزمة نفسية، فقد تقرر ألا تتزوج بعد أن تأثرت بمشكلة أمها مع والدها.

المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.